Sunday, June 8, 2008

السينما اللبنانية : تاريخ و طموح

السينما العربية هي انتاج و تعبير عن صراع مستمر للتعريف بالهوية . هذه الهوية تمتد جذورها في تقاطع الثقافة في المنطقة. تمتد بين اوروبا و افريقيا ، بين المحيط الأطلسي و الخليج العربي ، بين الريف و الصحراء ، بين الماضي الاستعماري و الحاضر المستقل -مريم روزن- ناقدة سينمائية

على الرغم من الظهور العربي المبكر في الساحة السينمائية العالمية الا ان المستوى لا يرقى الى المطلوب اذا ما قارناه بمسوتى الافلام العالمية الاخرى- غير الامريكية - مثل السينما الهندية و الاوروبية و الايرانية التي تحصل على العديد من الجوائز العالمية و تبهر أعين النقاد.القليل من البلاد العربية استطاعت البروز على الساحة الفنية العالمية بأفلام متميزة ، و منها لبنان الذي يملك الحظ الأوفر ين بلاد العربي في آسيا.وقد مرت السينما اللبنانية بمراحل كثيرة ، من تاريخها الذي يعود الى اول فيلم في العشرينات من القرن الماضي الى زمننا الحاضر ، الا ان ابرز هذه المراحل هو مرحلة ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية ، فأتت سينما ما بعد الحرب تصوير لواقع مؤلم من دمار و تشريد و موت، و مآسي انسانية مؤلمة.لكن الأنتاج السينمائي في الوقت الحاضر يعاني من غياب ، فالدعم الرسمي قليل جداً ، و التمويل ضعيف ، و هذه حال معظم البلاد العربية نحو السينما. فاتجه السينمائيون اللبنانيون الى الاستعانة بالتمويل الاجنبي و خاصة الفرنسي لانتاج افلام ذات مستوى متميز بارز على الساحة الفنية. لكن ليس معنى هذا التمويل ان الابداع فقد اربتاطه ببلده ، و هذه بعض مساوئ التمويل الأجنبي في بلدان أخرى .في هذا الموضوع اقدم لكم اهم رواد السينما اللبنانية مع استعراض لأهم الأفلام التي ذاع صيتها على الصعيد العالمي

تعتبر البداية الرسمية لتاريخ السينما اللبنانية في عام 1929 ، حيث قدم الرائد الأيطالي الأصل جوردانو بيدوتي فيلم (مغامرات الياس مبروك) . و مع حلول عام 1952، لم ينتج سوى 8 افلام فقط منها اثنان سياحيان ينتميان الى التسجيلية. لكن النهوض الحقيقي بدأ في الخمسينيات على يد مجموعة من مخرجين أهمهم الرائد جورج نصر صاحب فيلم (( ..الى أين؟ )) لعام1958. الحرب اللبنانية الأهلية كان لها الأثر القوي على السينما اللبنانية ، وكان أول نتاجات هذه الحرب فيلم (لبنان في الدوامة) عام 1975 للصحفية جوسلين صعب بالاشتراك مع المخرج السويدي يورغ ستوكلن. وقد اعتمد الفيلم على الأسلوب الصحافي من ريبورتاج ، تعليق ، المقابلة ، الصور الثقافية. وقام برصد لبنان قبل الحرب : البيوت و الصالونات و المال و البذخ ، ثم لبنان الدمار : البيوت المهدمة ، و الموت. وقد حصل هذا الفيلم عام على جائزة النقاد العرب
تحية الى رواد السينما اللبنانية مع استعراض لاهم انجازاتهم التي ذاع صيتها على الصعيد العالمي BLOG في هذا

Saturday, May 31, 2008

مي المصري
مي المصري مخرجة سينمائية من أب فلسطيني و أم امريكية ، درست الاخراج في جامعة سان فرانسيسكو عام
1981 ، و اخرجت العديد من الأفلام التي نالت جوائز عالمية ، و عرضت في أكثر من 100 محطة تلفزيونية.سنة 1982 قدمت فيلم (تحت الأنقاض) مع جان شمعون ، الذي صور حصار مدينة بيروت ، وحصل هذا الفيلم على جائزة مهرجان فالنسيا عام 1983.وتوالت الأعمال المشتركة بين جان شمعون و مي مصري ، فقدما فيلماً وثائقياً لحساب منظمة اليونسيف حول وضع المرأة في الجنوب اللبناني بعنوان (زهرة القندول) و حصل على جوائز مهرجانات فالنسيا ، قرطاج عام 1986 ، و دمشق عام 1987.ثم في عام 1988، قدما فيلم(بيروت..جيل الحرب) عن نشأة أطفال لبنان في زمن الحرب.في عام 1989 ، استطاعت مي دخول الأراضي المحتلة لتصوير فيلمها (أطفال جبل النار) لذي مدته ساعة بمساعدة المصور البريطاني اندي جيليس و من انتاج شمعون. وفيلم (أحلام معلقة) سنة 1992 التي اشتركت BBC البريطانية في انتاجه ، وعرض في تظاهرة موازية لقمة الأرض التي عقدت في ريو دي جانيرو في البرازيل ، فقدم في أكثر من 100 بلد ، و شاهده حوالي 500 مليون مشاهد حسب احصاء للBBC.وقد حصد الفيلم ععداً من الجوائز، من بينها الجائزة الأولى في مهرجان الفيلم التسجيلي العربي في باريس و الجائزة الذهبية لمهرجان دمشق السينمائي الثامن سنة 1993.وفي عام 1996 قدمت فيلماً وثائقياً بعنوان (حنان عشراوي) ، ثم (أطفال شاتيلا) والفيلم يدور حول مجموعة من الأطفال في مخيم شاتيلا بعد مرور 50 عاماً على نفي عائلتهم من فلسطين، و محاولة الأطفال التأفلم مع وضعهم كلاجئين في مكان مليء بالمذابح والحصار والجوع، ولقد ركزت مي المصري في فيلمها على حياة هاتين الطفلتين فرح 11 سنة وليسا 12 سنة، محاولة التعبير من خلال عدسات الكاميرا عن أوجه حياتهما المختلفة التي يعيشانها بالإضافة إلى تاريخهما. أفكارهما وإبداعهما تقود الفيلم وتنقله من مرحلة إلى أخرى، ولقد استنبطت قصة المعسكر كله من قصتهما الشخصية، ومن خلال تصوراتهما ومكالماتهما، فقد عبرت كل من فرح وليسا عن مشاعر وأماني جيلهما. فيلمها الأخير الرائع (أحلام المنفى) ، الذي تزامن تصويره مع تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي وبداية الانتفاضة في فلسطين. وهو يحكي عن العلاقة بين اطفال مخيم شاتيلا و اطفال مخيم الدهيشة.اقتحمت كاميرا المصري اللحظات الحميمة في حياة بعض أطفال مخيم شاتيلا في بيروت، ومخيم الدهيشة في بيت لحم. بصورة متوازية بين منفيي الخارج والداخل، وأطلت على عيشهم البائس بغية بناء صورة أو ذاكرة مليئة بإرادة الحياة والتمرد والحلم والتفاؤل، حلم الوطن المستحيل، الطالع من ثقب رصاصة، والنابت كالزهر في نفوس أطفالها الحالمين، والمصرّين منذ العمر اليافع على استعادة الوطن، وبين لعب ودعابة، وضحك طفولي مدهش يسقط قناع هش، ليكشف وجه المأساة والحزن الدفين
تقول مي المصري في حوار مع جريدة البيان عن (أحلام المنفى):ـ في «أحلام المنفى» حاولت ان اجمع بين الروائي والوثائقي الذي درجت عليه وذلك من خلال تسلسل درامي للأحداث عبر مجموعة من الأشخاص مع تغلغل في القصة من مشاهد وثائقية حيّة وهي ما لا نستطيع تمثليها كما حرصت على عفوية الأطفال أمام الكاميرا، وساعدني في ذلك علاقتي الوطيدة بهم منذ سنوات.وحول ما أرادت تقديمه من خلال الفيلم قالت: ان المشاهد للفيلم يعاين حياة الاطفال وظروفهم من خلال السر الذي تقوم به الصبيتان منى 13 سنة من مخيم شاتيلا، في بيروت ومنار 14 سنة من مخيم الدهيشة ويبرز الفيلم روح الانطلاق والمرح والالفة لدى الاطفال في المخيمين على الرغم من الظروف المادية والنفسية البالغة الصعوبة. وقالت: ان فيلم «احلام المنفى» يحملنا مع منى ومنار في رحلة الطفولة لنعيش اللقاء من جانبي الاسلاك الشائكة، والحنين الذي يحطم العزلة ويحاكي المستقبل
جان شمعون
ظهر اسم جان شمعون بعد اندلاع الحرب ، و كان قد درس في فرنسا و حقق فيلماً أثناء دراسته يتناول حياة الطلبة اللبنانيين في فرنسا ، عارضاً الحياة السياسية في خلفية الفيلم.بدأ شمعون عمله في لبنان في الأذاعة و التلفزيون و قدم برنامجاً اذاعياً مع زياد الرحباني بعنوان(بعدنا عايشين)،و قدم برنامجاً تلفزيونياً اجتذب المشاهدين بجرأته و جودته بعنوان(الناس و الأحداث).عمل مع مؤسسة السينما الفلسطينية، وقدم من انتاجها فيلمه الأول (تل الزعتر) بالاشتراك مع مصطفى ابو علي عن حصار المخيم، ثم فيلمه الثاني (أنشودة الأحرار) سنة 1978 حول حركات التحرر في القارات الثلاث
جورج شمشوم
ولد جورج شمشوم سنة 1946 في النيجر ، و درس السينما في لندن و عاد الى لبنان من المهجر عام 1970. حقق العديد من الأقلام القصيرة اثناء عمله في فرنسا و لندن. و كانت اول افلامه في لبنان هو (داخل و خارج).وفي عام 1972 ، قدم أول افلامه الروائية الطويلة (رسالة بعد الموت) ، وهو فيلم يدور حول جريمة اغتصاب و قتل غامضة لفتاة قروية ، و البحث عن القاتل مع استعراض عالم القرية الاجتماعي اثناء الحكم العثماني على المنطقة.وفي عام 1977 ، نفذ فيلماً تسجيلياً طويلاً بعنوان (لبنان...لماذا؟) صور مجموعة كبيرة من الوثائق السينمائية التي تسجل أحداث الحرب على لسان القادة و الزعماء و الأهالي. الفيلم يكشف الحرب من زوايا متعددة ، ولكن برؤية محايدة لا تتبنى موقفاً معيناً

رندا الشهال


مخرجة لبنانية ، قدمت في عام 1978 فيلمها الأول (خطوة..خطوة)، وهو فيلم متقن يقدم تحليلاً سياسياً للحرب
وقد عرض هذا الفيلم في مهرجان قرطاج، و نال جائزة النقاد في مهرجان الدول الناطقة بالفرنسية.وفي عام 1980، قدمن (لبنان أيام زمان) ، و (لبنان ارادة الحياة) سنة 1981، ثم فيلمين تلفزيونيين (التاسعة و النصف) سنة 1982 و (سهرة مع الشيخ امام في باريس) سنة 1984.1992: شاشات الرمل من انتاج فرنسي تونسي مشتركالأرض البور سنة 1993.وفي عام 1997 فيلم Les Infide`les ، و اناس متحضرون سنة 1999.



برهان علوية


برهان علوية مخرج من جنوب لبنان، درس السينما في بلجيكا. قدم فيلمه الأول (ملصق ضد ملصق) سنة 1972، ثم كنب سيناريو الفيلم الشهير (كفر قاسم) عن قصة للكاتب عاصم الجندي ، و نال عنه جائزة وكالة التعاون التقني بباريس.حصد (كفر قاسم) عدداً كبيراً من الجوائز و منها جائزة مهرجان قرطاج الخامس و جائزة اتحاد النقاد السينمائيين و جائزة من مهرجان موسكو. عند بداية الحرب اللبنانية ، اختار برهان علوية العمل خارج لبنان ، و قدم فيلم(لا يكفي ان يكون الله مع الفقراء) عن الأعمار في مصر، و الأوضاع الديموغرافية، و جاء الفيلم متقناً و جميلاً مصنوعاً بلغة سينمائية عالية، و هو يعتبر من الأفلام المميزة في تاريخ السينما التسجيلية العربية.و بعد فترة ، قدم فيلمه الروائي (بيروت اللقاء) سنة 1981، الذي اقتصر عرضه على المهرجانات و التظاهرات ، ولم يقدم جماهيرياً. وفي عام 1984 قدم (رسالة من زمن الحرب) و أسوان سنة 1991 عن السد العالي في مصر.

مارون بغدادي
ومع بداية العام الثاني للحرب ظهرت في التلفزيون اللبناني مجموعة افلام
تسجيلية قصيرة تحمل توقيع (مارون بغدادي) القادم من السينما الروائية بعد فيلمه الأول بيروت يا بيروت) .
( ولد مارون بغدادي عام 1950في بيروت، وتوفي فيها عام 1993. قدم مارون انجازات كثيرة في المجال السينمائي ، فأخرج مجموعة افلام اغلبها بامكانات مالية بسيطة ، تتعامل مع الحدث و الموقف ، فاستطاع ان يلفت الانظار العالمية منذ افلامه الأولى.


أول أفلام مارون كانت مع (كلنا للوطن) سنة 1974 ، وهو فيلم وثائقي عن جنوب لبنان ، بعدها جاء مع فيلمه الروائي الطويل الأول (بيروت يا بيروت) سنة 1975 ، وهو من بطولة ميراي معلوف و عزت العلايلي. وقد تم تصوير هذا الفيلم قبيل الحرب اللبنانية ، وتناول موضوع الحرب قبل وقوعها.اتجه بغدادي اثناء الحرب الى التسجيلية ، كما هي حال الأغلبية ، فقدم اعمالاً متنوعة بينها (تحية الى كمال جنبلاط) سنة 1977 ، و (تسعون) سنة 1978، الذي حققه بتكليف من الحكومة اللبنانية بمناسبة الذكرى التسعين لميلاد الأديب ميخائيل نعيمة، و جاء الفيلم قصيدة بصرية هادئة متقنة.من افلامه التسجيلية أيضا (الصمود على لسان الصامدين وفي اغانيهم و حياتهم اليومية) ، (بيروت المدمرة) ، (الجنوب بخير، ماذا عنك؟) ،(كلنا للوطن) .وفي عام 1982 ، قدم بغدادي فيلمه الروائي الثاني (حروب صغيرة) ، وكان هذا المشروع هو طريقه الى العالمية. ( صورة رقم 3 ) الفيلم من بطولة ثريا خوري , نبيل اسماعيل، روجيه حوا , عصام الحج علي، و تدور أحداثه اثناء الحرب اللبنانية سنة 1975. وقد شارك هذا الفيلم في مهرجان كان 1983و مهرجانات نيويورك , ميامي , وغيرها.وفي عام 1987، قدم (الرجل المحجب) ، وهو من بطولة برنار جيروردو و ميشيل بيكولي ، وقد شارك هذا الفيلم في مهرجان البندقية و نال جائزة أفضل ممثل لبرنار جيرودو .عاد بغدادي الى الافلام التسجيلية ليقدم فيلماً تلفزيونياً طويلاً بعنوان (لبنان،بلد العسل و البخور) سنة 1988، وهو من بطولة ريشار بورينجر و روبير رينو، و نال جائزة الصليب الأحمر من مهرجان موناكو.و في عام 1989 قدم فيلم (مارات) ، وهو فيلم تلفزيوني بطولة ريشار بورينجر، ونال جائزة مهرجان فالنسيا.وفي 1990 ، قدم فيلم slowly slowly in the wind(ببطء في الريح).وفي عام 1991، قدم احد أهم أفلامه، و هو Hors La Vie (خارج الحياة) وهو فيلم روائي من بطولة بوليت جيراردو , رفيق علي أحمد , حسن فرحات , سامي حواط , حمزة نصرالله ، وهو عن مصور فرنسي يختطف و يحتفظ به كرهينة اثناء الحرب في بيروت.نال هذا الفيلم جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان 1991 وترشح للسعفة الذهبية، و نال جائزة لجنة التحكيم في مؤسسة العالم العربي وجائزة مهرجان كولوين و جائزة أفضل ممثل لإيبوليت جيراردوو تشرح بوليت جيراردو لجائزة أحسن ممثل في مهرجان سيزر في فرنسا.وفي عام 1993 قدم فيلم فتاة الهروب.

عاد بغدادي الى بيروت بعد غياب ، ليدرس امكانية تنفيذ فيلم عن لبنان تحن عنوان مؤقت(زوايا) ، لكن لم يكمله ، اذ سقط بغدادي من على درج بيت والدته و مات ، سنة 1993.