جوسلين صعب

ان تاريخ جوسلين صعب السينمائي طويل ملئ بالتجارب العديدة. نشأت في بيروت و ذهبت الى فرنسا للدراسة ، و عملت في الأذاعة و التلفزيون الفرنسيين ، وفي الاذاعة و الصحافة اللبنانية .اهتمت جوسلين بالقضية الفلسطينية ، فقامت بتغطية اعلامية حولها و اعدت تحقيقات تلفزيونية عبرت فيها عن وجهة نظرها ، فأرسلها التلفزيون الفرنسي الى بعض البلاد العربية ، وكانت فرصة لأكتشاف بلدان مثل ليبيا ، مصر ، و العراق التي زارتها لتغطي مشكلة الأكراد.و عندما بدأت الحرب اللبنانية اتجهت الى اعداد موضوعات عن الحرب. و رأت بعد ذلك انها لا يجب ان تكتفي بالعمل للغير ، بل تقوم بأعمال تحمل توقيعها و شخصيتها.

أهم أعمالها:** 1963: افلام تسجيلية قصيرة عن الشرق لصالح التلفزيون الفرنسي بينها:(بورتريه القذافي) ، (حرب اكتوبر) ، (عن الجانب المصري) ، (حرب الجولان السوري) ، (العراق: حرب كردستان) ، (جبهة الرفض) ، (انتحارالكوماندوس) ، (النساء الفلسطينيات).** 1975 : (بورتريه لمرتزق فرنسي) ** 1975: (بيروت لم تعد كما كانت) فيلم جميل و متقن يتسم بالشاعرية و الهدوء ، حقق انتقالاً من اسلوب جوزلين الصحفي الى الصياغة السينمائية ، و كشف عن مخرجة تجيد التعبير عن افكارها بهدوء و ضمير و ذكاء ، و جرأة في استخدام المونتاج و اصراراً على تطويع الكاميرا.** 1976: اطفال الحرب نال هذا الفلم جائزة من مهرجان اويرهاوزن الدولي بألمانيا.** 1977: (القاهرة :مدينة الموتى) **1978: رسالة من بيروت نال هذا الفيلم جائزة التانيت البرونزي من مهرجان قرطاج.**1982: بيروت مدينتي يحكي هذا الفيلم عن حصار بيروت ، وفاز بجائزة السيف الذهبى لمهرجان فالدوليد في اسبانيا.**1982 : سفينة المنفي. **1984 : اخرجت اربع افلام تسجيلية في مصر للقناة الثالثة الفرنسية بينها (مصر:معمار الأقصر) ، (مصر : أشباح الأسكندرية) ، (مصر و الفراعنة).**1987 : تعود جوزلين في هذا العام لوطنها لتخرج (اللبنانيون رهائن مدينتهم).**1989 : (الراقصات الشرقيات.)**1991 : (تلقيح بالفيديو) فاز هذا الفيلم بجائزة افضل اخراج بمهرجان أنجير ، و أحسن اخراج لفيلم طبي في مهرجان مونبلييه ، و جائزة مدينة بياريتز. وكل هذه مهرجانات في فرنسا.هذه بالنسبة للأفلام التسجيلية التلفزيونية. اما في مجال الفيلم الروائي الطويل السينمائي ، فقد بدأت كمساعدة للمخرج الالماني فولكر شلندورف في فيلمه الذي صور في لبنان(تزييف) ، ثم اخرجت الفيلم الطويل في بيروت عام 1985(حياة معلقة). وقد عرض هذا الفيلم في برنامج (نصف أشهر المخرجين) بمهرجان كان ، وعرض عام 1987 بثلاث صالات بباريس. وفيلمها غزل البنات لعام 198.في مجال الفيلم التسجيلي الطويل أخرجت (كان يا مكان بيروت) ، (حكاية نجمة) وهو انتاج مشترك مع قناة ARTE .وفي عام 1997 ذهبت الى فيتنام لتصور (سيدة سايجون) الذي فاز بجائزة أحسن فيلم تسجيلي من السمعية البصرية الفرنسية. وفي هذا الفيلم تتناول قصة حب بين رجل و امرأة عجوزين من جنوب فيتنام، لجآ معاً الى الغابات حيث بقيا سبع سنوات ، و جاءهما ولد و عاشا تحت قصف الطائرات الأمريكية ، وبعد الحرب حاولت السلطة ابعادهما لأنهما من الجنوب و لكنهما تشبثا بالبقاء ، و ظلا على مدى عشرين سنة يعنيان بصحة الأطفال كما نشطا في مجال الثقافة .وقد تم التصوير الفيلم كله في فيتنام ، و استعانت جوزلين بمصور للأفلام الروائية رغم سمة الفيلم التسجيلية لأنها ارادت ان يكون للفيلم بعد درامي.لها أيضاً فيلمان تسجيليان أحدهما من انتاج التلفزيون الياباني (الصحراء ليست للبيع) عن الصحراء الغربية ، و (لبنان في دوامة) الذي أشرت ليه سابقاً.

اضافت الحرب اللبنانية ظروفاً أشد سوءاً للظروف الانناجية و الفنية السيئة أصلاً، فتأثر بعض السينمائيين بهذه الظروف ، و تحولت معظم الانتاجات الى الفئة التسجيلية لتصور واقع الحرب. فقد كان على السينمائي ان يقف امام خيارين : اما أن يلتزم سياسياً و اجتماعياً و طائفياً ويقدم عملاً يرضي الفئة المؤيدة له ، او ان يبتعد عن هذا كله و يقدم عملاً لا معنى له فيصنف تحت الافلام التجارية الرخيصة. فاتجه اغلب السينمائيون الى السينما التسجيلية